حـــــــــــــــــمًى

سماعة الطبيب/ معطفه / نقاط المحلول المغذي الموصول بعرق ٍ نابض ٍ اتسع حتى ثقلت يدي..
دموعي التي لا تمر بخدي "ساخنة" كافية لتبلل أطراف وجهي/ عنقي / وخصلات من شعري..
الألم الممتد في جسدي،رأسي الثقيل،عظامي الراجفة ،جبيني المتقد،
شحوبي ،انكساري، صبري، استسلامي لوخز الإبر..
يشبه تماما سقوطي الأول ووجعه الذي سكن كل نقطة مني..
موضع الألم يا طبيبي في صدري...
فأسكب على ناره قنينة من أي دواء !
موضع الألم يا طبيبي في ظهري...
فأنزع تلك السكين من بين فقراته !
ضمّد ما تبقى مني فقط كي أمضي.
يا طبيبي امنحني حق استخدام أدوية المحتضرين ؛ احلم بهدوء وراحة للحظات فقط..
يا طبيبي لا تقاوم بي رغبة الاستسلام لا تدعوني وتدفعني للقوة اختلط صبري بعجزي وما عاد الأمر يعنيني والمشيئة بيد الله.



أكتب مابين إغمائي وصحوتي
أصابعي متراجفه تنقر أزرة الحروف بحذر
"خائفة " أنا هذه المرة من البوح.... "مترددة"
أشعر أني ربما أهذي ربما هذه الحمى تُخرج كلمات حارقة لا يقوى جهاز الجوال حملها!!
شكراً لأن التقنية منحتنا (مسودات وأرقام تحمل حروفاً )
شكراً لأنها الآن تـُحررني من صراع الكلمات بداخلي ..
كل شي داخلي في صراع بدئا من مشاعري الممزوجة بالحنين والخيبة
حتى كريات دمي التي تقاوم البكتيريا..



"حزينة أنا على هذا السرير الأبيض"
ملقاة بجانبي أيامي/ أحلامي/ وعودك التي يوما كانت ارتكازي..
محاطة أنا بالخيبة مزروعة في حقل أسئلة
أذلني استنكاري ...وأخرسني مُضي الزمان

قمة الألم أن تعي انك لم تكن شيئا سوى "منفضة سجائر" تحمل بقايا لذتهم المؤقتة..
وتفرغ نفسك وتسخرها لهم فقط..
قمة الألم أن تهبهم قلبا باتساع الأرض يحملهم بهمومهم ,بصراخهم ,
بضحكهم ,بسفرهم, بحلهم, بسعادتهم وحزنهم....
قلب يمنحهم الدفء إذا بردوا و السّـقيا إذا عطشوا
قلب كظلال الخمائل عبقٌ بالعطاء لآخر نبضة منه
مزقوهـ ..و مزقوهـ ..وتركوهـ ورائهم ومضوا.



أهــؤلاء هم البشر أهــؤلاء من منحتهم العمر بلحظاته أملا يُضيء لهم دربهم !!!!
( أهذا أنت) !!!!
صورة القيم والفضيلة والحب والرجولة..؟؟!!!
بأي زمان ٍ أنا ...؟!
هل مازلت نائمة !!
هل ما يعتصرني الآن من وجع وقهر واقع أم خيال !!؟
كم هي الساعة الآن !!؟
من مزق أوراق التقويم وسبق الشهور !!؟
هل جاء العيد !!؟
هل فرح بعيديتي !!؟ هل لبسها !!؟
هل رآني بفستاني الجديد !!؟
هل قال بي شعراً !!؟
أتغزل بشعري وجسدي !!؟
أضحكنا وغنى معي !!؟
أم صحيح أنه معها ؟!!
تلك الكأس "المشروخة" التي طالما اشتهى الشرب منها !!!!!
أصحيح أنه سرق فرحي ليهديها إياه !!؟
أصحيح انه خذلني ليرضيها !!؟
وباعني كي يشتريها !!؟
أصحيح أنني كنت أبكي ضيقه وكان يضحك لضيقي به !!؟
"كـَــذِّبوا جراحي......
انفُوها من حياتي المليئة بهم"
هل رأيتم لي أقدام راقصة فظننتموني أمشي..!!
ورأيتم لي أنامل مبدعه فظننتموني أرسم..!!
و وسادة وثيرة فظننتموني أنام..!!
وذاكرة مثقوبة فظننتموني أنسى..!!
أقدامي لن تقوى إلا على الرقص بمسارح الندم
أناملي لن تبدع إلا في عزف الألم
وسادتي لن تحتوي سوى ضعفي
وأفكاري لن تكن سوى موؤودة لذاكرة ٍفي عصر الخيبة واليأس...
اختلقوا لي أغنية أخرى ارقص عليها...
بدّلوا في عيني النظر..
عُودوا بالزمن للأمام..
حيث لا ماض ٍ /ولا حاضر / ولا مستقبل يحمل لي نكهة أي شي
اسقوني ماءا فقط..
ازرعوا لي سريرا في الفضاء
حيث لاشي لاشعور لا بشر
باختصار..
أريد حياة غير الحياة.
حياة لا تنتمي لهم ولا ينتمي لها أحد
لا أريد أحدا / لا أريد الحياة



إمنحوني ذنبا واحدا
أستحق به سقوطا كهذا




و أصحوا من مرضي
تحررني الحمى أخيرا بعد أن أنجبت من هذياني ثلاثين قصيدة لم أكتبها / وحتما لم أحفظها..
أفكر مليئا بما مررت به
أكنت أجاهد المرض أم نفسي أم أجاهدهم !!
لِمَ أفقت ووجدتني دامية منهكة !!
لازالت مرارة الجروح القديمة تُحدّق بي
والحنين مشتعل
رباااه أمازلت أحن لهم!!
أمازالت بقايا صورهم المغلوطة محفوظة !!
رباااه ألازلت أشم عطرهم !!
ألازال ملمس جسدي يذكرني بلمسهم !!
"آه على قلب كقلبي"
حري بك أيها القلب أن تموت
لاشيء سيفي بعضا من بعض حقك
انظر إلى وصفة الطبيب بجانبي
اسطر واسطر من النصائح
محملةٌ خَرجت من المشّفى بأدوية وفيتامينات
يقول طبيبي واصفا ضعف دمي
انه شيءٌ داخلي لا تشعرين به كالسوس يظل ينخر عافيتك
ويفقدك نشاطك / صحتك / مظهرك
يقول مُرهباً إياي لن تستطيعي التركيز في دروسك / والاستمتاع بهواياتك
بشرتك ستظل شاحبة ووصفها بالصحراء
شعري و رموشي المتساقطة لن تعود كما كانت
يقول أني سأظل مرهقة بلا مجهود
شهيتي للأكل معدومة
وكئيبة بلا مبررات
وأصحو كي أنام
نعم هي نفس الأعراض
الم تستوقفك يا قلبي !!
نفسها أعراضك حين اصطدمت بخديعة العمر التي لم توقف نبضك ولكنها أفقدتك الإحساس به..
يقول طبيبي أنني ظللت أعاني فترة طويلة منه لذا يجب أن أستعيد حالا قوة دمي من جديد
وأعيد تغذية مكوناته و ستنتهي بأذن الله معاناتي..



أسآئل نفسي هل فعلا ستنتهي المعاناة !!؟
أفقدتني حيرتي بك ملذاتي
أجاذب فيك اهتمامك /عاطفتك / تقصيرك / وشرودك
كنت أمنّي نفسي كلما أهديتني كلمة / ساعة / لذة / أو بيتٌ من الشعر
وأعود لدوامة الحيرة الأولى متأرجحة بين اليقين والشك
وقفت وحدي بوجه تيار الظروف
ولم تكن معي..حاجتي كانت ملحة لك جداً..
خذلتني مائة مرة / و أسندت نفسي على جدارك مائة مرة
وكل المئات بلا جدوى
كلها حالة "ألم" تنتهي بفكرة "قربك" ...... وكفى.



... هاقد عدت إلى أرضي
فاجأني صوت الريح / والبرد الذي اصطدم بوجهي
لم أشفى من الحمى تماما / ولا من جراحي ..!!
أي قسوة تلك التي تمارسها كل الأشياء !!؟
حتى الطقس والشوارع و وجوه الأقارب !!
أتسلل إلى غرفتي بحذر , أطرد من أفكاري شبحك
تستقبلني برائحتي / ودفئي / وهدوئي
جدرانها مازالت حزينة ..
هي كما تركتها تئن على آخر منعطف للخيبة
كنت أضعف وأجبن من أن ألقي نفسي على سريري
قاومت رغبة إرهاق السفر الملحة بالاستلقاء
لم تغريني وسادتي أو غطائي
أكتب الآن وأنا أعي جيداً معنى أن تشتاق لي الأشياء
وتقسوا علي في آن ٍ واحد ....
سيغلبني التعب ويداعب أجفاني النعاس ,, ولا مجال للهرب ..
ستسألني عنك أغطية الشتاء / وسادتي / ملابسي / ستائري
تلك اللوحة المعلقة على جداري والتي رسمتها هرباً من ما قبل آخر منعطف ٍ للخيبة
كأس الماء الفارغ / الفوضى على السرير / مرطب الوجه والشفاه / قالب الحلوى المكشوف
الدمى التي تحدق بي الآن وحدي ...!!
ماذا أقول لهم ؟؟!!
أعرف أنهم أقسى من أن يستوعبوا ألمي
ويحتووني بحزني .!!!
وكيف يفعلون ..!!
وقد عُدت لهم محملة بالخطايا
أحمل مني فقط ... اسمي / حزني / وبعض ملامحي
عُدت محملة بالمزيد من الأسئلة ...
اضعها بجانب ماتركته منها معلقاً على جدار الصدمة
عُدت لا أشبه نفسي .!!!
معي من عتاد الشتاء ما يُخجل الجليد
هادئة حد الحذر / ثائرة حد الأمان
عدت وفي كفي كف لا تشبه كفك
و أغنية ليست بصوتك
هكذا هي الدنيا ... هكذا هو العشق ..
نعتنقه محملين وفاءا ً ... ويتركنا مرتدين عنه.

خيراً جيت وقريت خاطرتك يادووووبا

ايش الخاطره الحلوه هادي

بصراحه اهنيك على احساسك لأنو مو اي واحد يقدر يطلع اللي بخاطرو من احساس بكلمات معبره

تحياتي لك


نولا